Telegram Group & Telegram Channel
*يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ*

أرأيتم إلى هذه الجمل المتلاحقة التي كل جملة منها فيها استخفاف تام بسيدنا شعيب عليه السلام، فذكر الله تعالى جزاءهم فقال:
*فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ *(93)

إن طامة الهزء بالنصح والناصحين وعدم الأخذ بها خطيرة، لأن الذي يصم أذنيه عن النصيحة يبقى في شذوذه وغيه وانحرافه، وينسى ويغفل عما يوصله انحرافه إلى مصيرٍ لا تحمد عقباه.

ومن الطامات كذلك التي يقع فيها المتكبر بماله وثروته، أنه يزهو بشخصه، يزهو بسياراته الفخمة، يزهو بشركاته الضخمة، على من لديه دخل بسيط أو دكان عادي، ولا يجد لهؤلاء وزناً أصلاً على اعتبار بأن المعيار عنده المال والغنى والثروة، فوزن الرجل عنده بما يملك من ثروة، وهذا مبدأ الماديين، قيمة الإنسان عندهم بما يملك من رصيد وبما يملك من عقارات وأموال، فإن كان لا يملك شيئاً من ذلك، فلا شيء عنده يستحق الاحترام والتبجيل والتقدير، وينسون قول الله تعالى:
*إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ* ولم يقل: أغناكم.
وينسى هذا المتعجرف أنه هو والفقير أصلهما واحد من الطين ومن التراب، وينسى أن بدايتهما واحدة من ماء مهين وكلاهما خرج من مخرج البول، وكلاهما يحمل في أحشائه ما يتواري به عن الناس ويُخفيه عند خروجه، وكلاهما عرضة للإصابة بالأمراض والآفات، وكلاهما سيصير إلى التراب وإلى القبور، وفي القبور سيتم التمييز بينهما وفق الأعمال، إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فلا فرق بينهم في الخلقة لا بالابتداء ولا بالانتهاء، لذلك بعض الشعراء نظم كلام جميل في هذا فقال:

*نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ*
*حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد*
*وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى*
*وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد*
*يا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي*
*ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد*
*أَنتَ لَم تَصنَعِ الحَريرَ الَّذي*
*تَلبَس وَاللُؤلُؤَ الَّذي تَتَقَلَّد*
لما صور الشاعر : وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى، مثل الشخص الذي يرتدي الثياب غالية الثمن ماركة عالمية، وشاهد شخصاً بسيطاً ذا طمرين (الطمر الثوب البالي)،كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف، وقد يتكبَّر بسيارته الفخمة على من سيارته قديمة، وقد يتكبر بمنزله الجديد في حي أرقى من حيه السابق، على جيرانه القدامى في ذلك الحي، إن الله سبحانه وتعالى يُنبهنا من تلك الأمراض حتى نتخلص منها ولا نكون من المتكبرين، لأن الكبر هو الذي يجعل الإنسان في أحقر منزلة يوم القيامة، لأن أحقر الناس يوم القيامة وأذلهم عند الله تعالى هم المتكبرون كما مرَّ معنا في الحديث النبوي:
*يُحشر المتكبرون أمثال الذر يطؤهم الناس*.
فالقضية خطيرة ينبهنا عليها ربنا سبحانه وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام، بأن نحذر من انسلال الكبر إلى نفوسنا.
وأحياناً قد يكون المتكبر لا يملك المال!!!، قد يكون معه دراجة ومتكبر!!!، فهؤلاء أيضا يحشرون من المتكبرين.

ومن الطامات التي يقع بها المتكبر بماله وثروته وجاهه بأنه يأنف من الجلوس مع الفقراء والمساكين، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعلى الخلق رتبة وأعظمهم قدراً وأرفعهم منزلة، كان يجلس مع الفقراء والمساكين، وهو الذي قال: ابغوني في ضعفائكم، بل كان يحثُّ آل بيته وأصحابه أن يجلسوا مع المساكين و يواكلوهم.
فروى الإمام الترمذي في سننه والبيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان، أن النبي ﷺ قال للسيدة عائشة رضي الله تعالى عنها:
*يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم فإن الله تعالى يقربك يوم القيامة*.
وروى الإمام أحمد وغيره عن سيدنا أبو ذر رضي الله تعالى عنه قال:
*أوصاني رسول الله ﷺ* ، وفي رواية: *أوصاني خليلي أن أحب المساكين وأن أدنو منهم*، قال له: *أحب المساكين وجالسهم*.

وروى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، يتحدث عن سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول:
*كان جعفر بن أبي طالب يُحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان النبي ﷺ يكنيه: أبا المساكين* .
وكانت إحدى زوجات النبي ﷺ تكنى بأم المساكين، هي السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عنها وتوفيت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.



tg-me.com/NaeemEreksosi/943
Create:
Last Update:

*يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ*

أرأيتم إلى هذه الجمل المتلاحقة التي كل جملة منها فيها استخفاف تام بسيدنا شعيب عليه السلام، فذكر الله تعالى جزاءهم فقال:
*فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (91) الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۚ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ *(93)

إن طامة الهزء بالنصح والناصحين وعدم الأخذ بها خطيرة، لأن الذي يصم أذنيه عن النصيحة يبقى في شذوذه وغيه وانحرافه، وينسى ويغفل عما يوصله انحرافه إلى مصيرٍ لا تحمد عقباه.

ومن الطامات كذلك التي يقع فيها المتكبر بماله وثروته، أنه يزهو بشخصه، يزهو بسياراته الفخمة، يزهو بشركاته الضخمة، على من لديه دخل بسيط أو دكان عادي، ولا يجد لهؤلاء وزناً أصلاً على اعتبار بأن المعيار عنده المال والغنى والثروة، فوزن الرجل عنده بما يملك من ثروة، وهذا مبدأ الماديين، قيمة الإنسان عندهم بما يملك من رصيد وبما يملك من عقارات وأموال، فإن كان لا يملك شيئاً من ذلك، فلا شيء عنده يستحق الاحترام والتبجيل والتقدير، وينسون قول الله تعالى:
*إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ* ولم يقل: أغناكم.
وينسى هذا المتعجرف أنه هو والفقير أصلهما واحد من الطين ومن التراب، وينسى أن بدايتهما واحدة من ماء مهين وكلاهما خرج من مخرج البول، وكلاهما يحمل في أحشائه ما يتواري به عن الناس ويُخفيه عند خروجه، وكلاهما عرضة للإصابة بالأمراض والآفات، وكلاهما سيصير إلى التراب وإلى القبور، وفي القبور سيتم التمييز بينهما وفق الأعمال، إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، فلا فرق بينهم في الخلقة لا بالابتداء ولا بالانتهاء، لذلك بعض الشعراء نظم كلام جميل في هذا فقال:

*نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ*
*حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد*
*وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى*
*وَحَوى المالَ كيسُهُ فَتَمَرَّد*
*يا أَخي لا تَمِل بِوَجهِكَ عَنّي*
*ما أَنا فَحمَة وَلا أَنتَ فَرقَد*
*أَنتَ لَم تَصنَعِ الحَريرَ الَّذي*
*تَلبَس وَاللُؤلُؤَ الَّذي تَتَقَلَّد*
لما صور الشاعر : وَكَسى الخَزُّ جِسمَهُ فَتَباهى، مثل الشخص الذي يرتدي الثياب غالية الثمن ماركة عالمية، وشاهد شخصاً بسيطاً ذا طمرين (الطمر الثوب البالي)،كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المعروف، وقد يتكبَّر بسيارته الفخمة على من سيارته قديمة، وقد يتكبر بمنزله الجديد في حي أرقى من حيه السابق، على جيرانه القدامى في ذلك الحي، إن الله سبحانه وتعالى يُنبهنا من تلك الأمراض حتى نتخلص منها ولا نكون من المتكبرين، لأن الكبر هو الذي يجعل الإنسان في أحقر منزلة يوم القيامة، لأن أحقر الناس يوم القيامة وأذلهم عند الله تعالى هم المتكبرون كما مرَّ معنا في الحديث النبوي:
*يُحشر المتكبرون أمثال الذر يطؤهم الناس*.
فالقضية خطيرة ينبهنا عليها ربنا سبحانه وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام، بأن نحذر من انسلال الكبر إلى نفوسنا.
وأحياناً قد يكون المتكبر لا يملك المال!!!، قد يكون معه دراجة ومتكبر!!!، فهؤلاء أيضا يحشرون من المتكبرين.

ومن الطامات التي يقع بها المتكبر بماله وثروته وجاهه بأنه يأنف من الجلوس مع الفقراء والمساكين، مع أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعلى الخلق رتبة وأعظمهم قدراً وأرفعهم منزلة، كان يجلس مع الفقراء والمساكين، وهو الذي قال: ابغوني في ضعفائكم، بل كان يحثُّ آل بيته وأصحابه أن يجلسوا مع المساكين و يواكلوهم.
فروى الإمام الترمذي في سننه والبيهقي في السنن الكبرى وشعب الإيمان، أن النبي ﷺ قال للسيدة عائشة رضي الله تعالى عنها:
*يا عائشة، أحبي المساكين وقربيهم فإن الله تعالى يقربك يوم القيامة*.
وروى الإمام أحمد وغيره عن سيدنا أبو ذر رضي الله تعالى عنه قال:
*أوصاني رسول الله ﷺ* ، وفي رواية: *أوصاني خليلي أن أحب المساكين وأن أدنو منهم*، قال له: *أحب المساكين وجالسهم*.

وروى الإمام الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، يتحدث عن سيدنا جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول:
*كان جعفر بن أبي طالب يُحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان النبي ﷺ يكنيه: أبا المساكين* .
وكانت إحدى زوجات النبي ﷺ تكنى بأم المساكين، هي السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله تعالى عنها وتوفيت في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.

BY 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘


Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283

Share with your friend now:
tg-me.com/NaeemEreksosi/943

View MORE
Open in Telegram


دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The global forecast for the Asian markets is murky following recent volatility, with crude oil prices providing support in what has been an otherwise tough month. The European markets were down and the U.S. bourses were mixed and flat and the Asian markets figure to split the difference.The TSE finished modestly lower on Friday following losses from the financial shares and property stocks.For the day, the index sank 15.09 points or 0.49 percent to finish at 3,061.35 after trading between 3,057.84 and 3,089.78. Volume was 1.39 billion shares worth 1.30 billion Singapore dollars. There were 285 decliners and 184 gainers.

Telegram has exploded as a hub for cybercriminals looking to buy, sell and share stolen data and hacking tools, new research shows, as the messaging app emerges as an alternative to the dark web.An investigation by cyber intelligence group Cyberint, together with the Financial Times, found a ballooning network of hackers sharing data leaks on the popular messaging platform, sometimes in channels with tens of thousands of subscribers, lured by its ease of use and light-touch moderation.دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق from us


Telegram 🌒دروس جلسات الصفا في جامع الإيمان بدمشق 🌘
FROM USA